عايير تقويم حصة اللغة العربية للمدير غير المتخصص
انطلاقا من دور الإشراف التربوي المهتم برفع كفاءة العاملين في مجال التربية والتعليم، من معلمين ومديري مدارس، فإن هذه المقالة تهتم بعرض تلك القضايا التي يحسن بمدير المدرسة غير المتخصص ملاحظتها أثناء زيارته لمعلم اللغة العربية، وكثيرا ما يحتاج المدير لمثل هذه الملحوظات، وقد يحتاج إليها أحيانا المشرف التربوي غير المتخصص في اللغة العربية أثناء حضوره حصة في اللغة العربية أثناء ممارسته الإشراف العام، وأصبح الأمر أكثر إلحاحا في ظل نظام الإشراف الداعم المقيم في المدرسة، فكونك مشرفا تربويا مقيما قد تتعرض إلى سؤال عام حول حصة اللغة العربية، فيحسن بك أن تجيب.
وكوني مشرفا في اللغة العربية أفتتح الباب لمثل هذه الخطوة، آملا من زملائي المشرفين في المباحث الأخرى على امتداد هذا الوطن أن يحذوا حذوي ليمنحونا جميعا فرصة المعرفة والتطور.
ولا يطالب هذا المقال بطبيعة الحال الوقوف عند المادة العلمية، أو الحكم على صحة ما قُدم منها داخل الغرفة الصفية، ولكنه يطرح قضايا عامة، وكيف يمكن توظيفها في حصة اللغة العربية، وذلك في البنود المهمة الآتية: أسلوب التدريس والتقويم والوسائل التعليمية.
1. أسلوب التدريس:
تتفرع اللغة العربية إلى فروع، وكل فرع له أسلوب يكاد لا يختلف عليه مشرفان في تدريسه، وفيما يلي وصف مجمل لأسلوب تدريس كل فرع من هذه الفروع:
• المطالعة والنصوص:
لا بد في درس المطالعة تحديدا من القراءة الصامتة من الصف الخامس حتى الصف التاسع الأساسي، ويُتغاضى عن هذه القراءة في الصف العاشر الأساسي وما بعده نظرا لطول المنهاج، ولأن الطلبة يفترض فيهم أنهم أتقنوا هذه المهارة، ولا مانع من أن ينفذها المعلم من فترة لأخرى. أما النصوص فلا داعيَ فيها للقراءة الصامتة.
القراءة الجهرية من المعلم، أو ما يعرف بقراءة القدوة ؛ ليقدم للطلاب نمطا من القراءة السليمة لبعض الكلمات الصعبة أو التنغيم لبعض الأساليب العربية (أسلوب التعجب، الاستفهام، التهكم والسخرية، تمثل بعض المعاني بإشارات أو إيماءات، أو ما شاكل ذلك).
قراءة الطالب الجهرية: يقرأ الطلبة النص قراءة سليمة مضبوطة ضبطا صرفيا ونحويا صحيحا، مع تصحيح المعلم لأخطاء الطلبة بأي وسيلة يراها.
قراءة النص التفسيرية: قراءة الطلاب النص فقرةً فقرة، وطرح الأسئلة المتنوعة على كل فقرة بدءا من أسئلة معاني المفردات الصعبة، ثم الأسئلة المباشرة، ثم الأسئلة الاستنتاجية، وسؤال يلخص الفقرة ويدل على الفكرة الرئيسية، وأخيرا طرح الأسئلة اللغوية (النحوية والصرفية والإملائية) التي تعد من المهارات الأساسية التي تصاحب الطلبة في كل مراحل تعليمهم لتركيزها وليسهل البناء عليها.
ويفترض في المعلم هنا أن يوظف أسئلة الكتاب لطرحها أثناء القراءة التفسيرية. وألا يكون هناك حصة حل أسئلة عدا الصف الثاني عشر، على أن تكون في هذا الصف بكيفية معينة؛ تذكيرية ونقاش مع الطلبة لتأكيدها، وقد مرت أثناء الشرح كذلك.
ينبغي للمدير الذي يحضر حصة للصف الثاني عشر أن يلاحظ مدى إشارة المعلم لأسئلة الثانوية العامة التي ترد إجاباتها أثناء الشرح والمناقشة.
وكل هذه الفعاليات التعليمية عن طريق النقاش وطرح الأسئلة التي تراعي الفروق الفردية وإشراك أكبر عدد ممكن من الطلبة بل كل الطلبة، فالتعليم حق للجميع.
• العلوم اللغوية (النحو والصرف والإملاء والعروض والخط):
تتخذ هذه الموضوعات تقريبا أسلوبا واحدا في العرض، بدءا بعرض الأمثلة على القاعدة المراد استنتاجها، فتقرأ هذه الأمثلة ويناقش المعلم الطلبة في ما تدل عليه من معان، ثم يطرح أسئلة من خبرات سابقة يوظفها للوصول إلى الموضوع الجديد؛ لأن الخبرات في هذه الفروع متراكمة، والتوصل إلى القاعدة واستنباطها وكتابتها على السبورة وإعطاء أمثلة من الطلبة معززة للقاعدة.
وهناك خصوصية للإملاء، فبالإضافة إلى الشرح يملى على الطلبة في نهاية كل درس نصا مختارا يمثل القاعدة، ويصحح ويقدم عليه التغذية الراجعة المناسبة ومتابعته مع الطلبة.
أما الخط: فإنه بالإضافة لعرض مثال من الخط ومحاكاته، وتدريب الطلبة على السبورة على هذا الخط، فإن المعلم يتابع كتابة الطلبة كلمة كلمةً أو جملةً جملة، وليس شرطا أن يكتب كل الصفحة، بل المهم أن يتدرب على الكتابة السليمة وأن يبدأ الطالب في الكتابة من آخر سطر، ليظل النص النموذج أما الطلبة، وأن يقدم المعلم التغذية الراجعة على ما يكتب الطلبة أولا بأول أثناء الحصة في مكان مناسب على الكراس، شريطة أن لا يتوسط بين كتابة الطالب والنموذج المعطى في الكراس حتى لا يؤثر ذلك على محاكاة الطلبة للنموذج.
• التعبير: تعد مهارة التعبير بأنواعه المختلفة (الوظيفي، الإبداعي) أو (الكتابي والشفوي) هي مؤشر حقيقي على تعلم الطالب، ومدى استفادته من تعلم اللغة، فكل ما يتعلمه الطالب هو من أجل أن ينمو عقله فيعبر تعبيرا سليما عن حاجاته، ولذا لا بد أن يعنى المدير والمعلم بالتعبير وأن يلقى هذا الفرع اهتماما من متابعة المدير، فيلاحظ دفاتر التعبير، وعدد مرات الكتابة ونوعية الموضوعات المعطاة، وأسلوب الطلبة في الكتابة، وغيرها، وتمتد ملاحظة المعلم لتعبير الطلبة كذلك أثناء مشاركاتهم بفعاليات الحصة سواء أكانت في العلوم اللغوية أو في المطالعة والنصوص، وحسن تعبيرهم الشفوي عن الأسئلة المطروحة أو إثارتهم للأسلة حول المادة المشروحة، مع التركيز ما أمكن على اللغة السليمة في التعبير الشفوي.
2. التقويم:
يلاحظ المدير في حصة اللغة العربية ، كما في كل حصة، مدى تحقق أهداف الدرس الخاصة، وذلك بطريقتين، الأولى ملاحظة أسئلة المعلم في التقويم التكويني المعدة لقياس كل هدف من الأهداف على حدة، وهذا يعني إطلاع الطلبة على تلك الأهداف، للإشارة إلى أن هذه الأهداف هي مهمتنا جميعا (المعلم والطلبة) فلنتعاون على تحقيقها.
كذلك يختم المعلم حصة اللغة العربية بأسئلة تقويمية (تقويم ختامي) يجمل فيه أبرز النقاط الواردة في الدرس، أو التأكيد للقيم التي توحي بها النصوص المدروسة. وقد يختار المعلم هذا التقويم مكتوبا، وبعد إتمام عملية التقويم الختامي، قد يكلف المعلم الطلبة بواجب بيتي غير مرهق.
أما الطريقة الثانية فإن المدير بإمكانه أن يناقش الطلبة في بعض العموميات في نهاية الحصة دون أن يتعرض للحصة من قريب أو بعيد لقياس تحصيل الطلبة أو لحثهم على الحديث حول نقاط معينة أو التعبير عن حدث تاريخي أو مناسبة دينية أو وطنية.
3. الوسائل التعليمية: يصاحب المنهاج المقررة مجموعة من الوسائل المعينة، لا بد من الالتفات إليها عند تقويم الحصة، من أشرطة أعدها مركز المناهج للنصوص في الصفوف (6-
، واستخدام المعجم والخرائط الجغرافية، أو رسومات الكتاب، وتفعيل دليل المعلم، حيث يوجد دليل للصف السادس الأساسي، والإجابات النموذجية للصف الثاني عشر، والإجابة النموذجية لكتاب العلوم اللغوية الصف الحادي عشر، ويجب أن يحرص المدير على أن يطلع قبل الزيارة على موضع الدرس وما يلزمه من وسائل استعدادا لتقديم التغذية الراجعة المناسبة للمعلم، التي تساهم في رَفْع كفايته.
ويجدر بالمدير كذلك ملاحظة توظيف الكتاب المقرر في حصة اللغة العربية، متى استخدمه المعلم؟ وكيف وظفه؟ وما مدى مساهمة هذا التوظيف في تحقيق الأهداف؟ وخاصة في حصص العلوم اللغوية لتحقيق خطوة التطبيق كفعالية مهمة جدا في تدريس العلوم اللغوية كإجراء مساعد في مدى معرفة الطالب لتوظيف القاعدة المشروحة من خلال تدريبات الكتاب، وملاحظة كيف يوزع المعلم أسئلة المقرر على الطلبة وكيفية تقديمه التغذية الراجعة المناسبة.
توقيع : فراس عمر حج محمد
شرفوني بزيارة مدونتي الخاصة