1-أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
الدمنة : ما اسود من آثار الدار بالعبر والرماد وغيرهما ، والجمع الدمن، الاستفهام يفيد التقرير ،
شرح
البيت : يقول : أمن منازل الحبيبة المكناة بأم أوفى دمنة لا تجيب سؤالها
بهذين الموضعين . أخرج الشاعر الكلام في معرض الشك ليدل بذلك على أنه لبعد
عهده بالدمنة وفرط تغيرها لم يعرفها معرفة قطع وتحقيق.
2-بِهَا العِيْنُ والأرام يَمْشِينَ خِلْفَـةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
شرح البيت : بهذه الدار بقر وحش واسعات العيون وظباء بيض يمشين بها خالفات بعضها بعضا وتنهض أولادها من مرابضها لترضعها أمهاتها.
*ذكر مظاهر الحياة بعد الحرب يدل على السلام والوئام الذي حل بالديار بعد السلام الذي حدث.
3-وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ
شرح
البيت:وقفت بدار أم أوفى بعد مضي عشرين سنة من بعدها، وعرفت دارها بعد
التوهم بمقاساة جهد ومعاناة مشقة، يريد أنه لم يثبتها إلا بعد جهد ومشقة
لبعد العهد بها والدمار الذي أحدثه الحرب بها.
4-يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
السحيل: الخيط المفتول على قوة واحدة. المبرم: الخيط المفتول على قوتين أو أكثر، ثم يستعار السحيل للضعيف والمبرم للقوي.
شرح البيت:
حلفت يمينا ، نعم السيدان وجدتما على كل حال ضعيفة وحال قوية ، لقد وجدتما
كاملين مستوفيين لخلال الشرف في حال يحتاج فيها إلى ممارسة الشدائد وفي
حال الرخاء، وأراد بالسيدين هرم بن سنان والحارث بن عوف ، مدحهما
لإتمامهما الصلح بين عبس وذبيان وتحملهما أعباء ديات القتلى.
5-تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
التدارك
: التلافي ، أي تداركتما أمرهما ، التفاني : التشارك في الفناء ، منثم :
قيل فيه انه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها جفنه من العطر ، وتعاقدوا
وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الذي
تحالفوا على قتاله فقتلوا عن آخرهم ، فتطير العرب بعطر منشم وسار المثل به
، وقيل : بل كان عطارا يشترى منه ما يحنط به الموتى فسار المثل به.
شرح البيت:
تلافيتما أمر هاتين القبيلتين بعدما أفنى القتال رجالهما وبعد دقهم عطر
هذه المرأة، أي بعد إتيان القتال على آخرهم كما أتى على آخر المتعطرين
بعطر منشم..
6-وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
شرح البيت: أي إن اتفق لنا إتمام الصلح بين القبيلتين ببذل المال وإسداء معروف من الخير سلمنا من تفاني العشائر.
7-وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
شرح
البيت: ليست الحرب إلا ما عهدتموها وجربتموها ومارستم كراهتها، وما هذا
الذي أقول بحديث فيه ظن عن الحرب، أي هذا ما شهدت عليه الشواهد الصادقة من
التجارب وليس من أحكام الظنون.
8-مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
شرح
البيت: إنكم إذا أوقدتم نار الحرب ذممتم ومتى أثرتموها ثارت وهيجتموها
اشتعلت. يحثهم على التمسك بالصلح ويعلمهم سوء عاقبة إيقاد نار الحرب.
9-فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
شرح البيت:
وتلقح الحرب في السنة مرتين وتلد توأمين، جعل إفناء الحرب إياهم بمنزلة
طحن الرحى الحب، وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد
الناشئة من الأمهات.
10-سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ثَمانِينَ حَولاً لا أَبا لَكِ يَسأمِ
شرح
البيت: سئمت الشيء سآمة: مللته. التكاليف: المشاق والشدائد. لا أبا لك:
كلمة جافية لا يراد بها الجفاء وإنما يراد بها التنبيه والإعلام.
يقول: مللت مشاق الحياة وشدائدها، ومن عاش ثمانين سنة مل الكبر لا محالة والبيت دلالة على خبرته ومعرفته احوال الحياة.
11-رَأيتُ المَنايا خَبطَ عشواءَ من تُصبْ تُمِتْهُ وَمَن تخطىءْ يُعَمَّرْ فيهرَمِ
شرح
البيت:رأيت المنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب وبصيرة كما أن هذه
الناقة تطأ على غير بصيرة ، ثم قال : من أصابته المنايا أهلكته ومن أخطأته
أبقته فبلغ الهرم.
الصورة الفنية : صور الموت بداخل المعركة بصورة الناقة العمياء التي تتخبط في مشيتها .
_____________________________________________________________________
12-ومَن لم يُصانعْ في أمورٍ كَثيرَةٍ يُضَرَّسْ بأنْيابٍ وَيُوطأ بمَنْسِمِ
يوطأ بمنسم : كناية عن الذل
شرح البيت: ومن لم يصانع الناس ولم يدارهم في كثير من الأمور قهروه وأذلوه وربما قتلوه كالذي يضرس بالناب ويداس بخف البعير.
الصورة الفنية: صور حال من لم يدار الناس في الدنيا بصورة من يعض بأنياب ويداس بخف البعير.
_______________________________________________________________
13-وَمن يجعلِ المعرُوفَ من غير أهْله يكُنْ حمدُهُ ذَمّاً علَيْهِ وَيَنْدَمِ
أي من أحسن إلى من لم يكن أهلا للاحسان إليه والامتنان عليه ، ذمه الذي أحسن إليه ولم يحمده وندم لأنه وضع المعروف في غير موضعه.
___________________________________________________________
14-وَمَهما تكنْ عند امرئ من خليقةٍ وَإنْ خالها تَخْفى على النّاسِ تُعلَمِ
ومهما كان للإنسان من خلق فظن انه يخفى على الناس علم وبان للناس لأن الأخلاق لا تخفى والتخلق لا يبقى.
15-لسانُ الفتى نصْفٌ وَنِصْفق فؤادُهُ فلمْ يَبْقَ إلاّ صُورَةُ اللحمِ وَالدّمِ
نصف الإنسان قلبه ونصفه الأخر لسانه دلالة على أهمية القلب هذا كقول الرسول: المرء بأصغريه لسانه وقلبه.
الصورة الفنية:صور اللسان والقلب بصورة جسم الإنسان.